الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***
(كوي) الكاف والواو والياء أصلٌ صحيح، وهو كَوَيْتُ بالنَّار. وقد ذكرناه. (كوب) الكاف والواو والباء كلمةٌ واحدة. وهي الكُوب: القَدَح لا عُروةَ ـله؛ والجمع أكواب. قال الله تعالى: {وأَكْوَابٌ مَوْضوعَةٌ} [الغاشية14]. ويقولون: الكُوبةُ: الطَّبلُ لِلَّعب. (كود) الكاف والواو والدال كلمةٌ كأنَّها تدلُّ على التماسِ شيءٍ ببعض العَناء. يقولون: كادَ يكُود كَوْداً ومَكاداً. ويقولون لمن يَطلُب منك الشَيءَ فلا تُريد إعطاءَه: لا ولا مَكادة. فأمَّا قولهم في المقارَبة: كاد، فمعناها قارب. وإذا وقعت كادَ مجرَّدَةً فلم يقع ذلك الشيء تقول: كادَ يَفْعل، فهذا لم يُفعل، وإذا قُرِنَتْ بِجَحد فقد وقع، إذا قلت ما كاد يَفعلُه فقد فعله. قال الله سبحانه: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كادُوا يَفْعَلُونَ} [البقرة 71]. (كور) الكاف والواو والراء أصلٌ صحيحٌ يدلّ على دُوْرٍ وتجمُّع. من ذلك الكوْر: الدَّور. يقال كار يَكُورُ، إذا دار. وكَوْرُ العمامة: دَوْرُها. والكُورَةُ: الصُّقْع، لأنَّه يدُور على ما فيه من قُرىً. ويقال طعَنَه فكَوَّرَه، إذا ألقاه مجتمِعاً. ومنه قولُه تعالى: {إذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير 1]، كأنَّها جُمِعَت جَمْعاً، والكُور: الرَّحْل؛ لأنَّه يدور بغارِب البَعير؛ والجمع أكوار. فأمّا قولهم: "الحَوْر بَعْدَ الكَور"، فالصحيح عندهم: "الحَوْر بعد الكَوْن"، ومعناه حار، أي رجع ونَقَص بعدما كان. ومن قال بالراء فليس يبعُد، أي كان أمرُه متجمِّعاً، ثم حار ونَقَص. وقوله تعالى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ علَى النَّهَارِ} [الزمر 5]، أي يُدير هذا على ذاك، ويُدير ذاك على هذا. كما جاء في التفسير: زِيد في هذا من ذلك، وفي ذاك [من هذا]. والكَوْر: قِطعةٌ من الإبل كأنَّها خمسون ومائة. وليس قياسُه بعيداً، لأنها إذا اجتمعت استدارت في مَبْرَكها. وكُوَّارة النَّحْل معروفة. ومما يشِذُّ عن هذا الباب قولهم: اكتارَ الفَرسُ، إذا رفَعَ ذَنبَه في حُضْرِه. (كوز) الكاف والواو والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تجمُّع. قال أبو بكر: تكوَّزَ القومُ: تجمّعوا. قال: ومنه اشتقاق بني كُوزٍ من ضَبَّة. والكُوز للماء من هذا، لأنَّه يجمع الماء. واكتاز الماء: اغتَرَفَه. (كوس) الكاف والواو والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على صَرْعٍ أو ما يقاربه. يقال: كاسَه يَكُوسُه، إذا صرعه. ومنه كاسَتِ الناقةُ تكوسُ، إذا عُقِرت فقامت على ثلاث. وإنَّما قيل لها ذلك لأنَّها قد قاربت أن تُصرَع. قال: ولو عند غَسَّانَ السَّلِيطيِّ عَرَّسَتْ *** رَغَا قَرَنٌ منها وكاس عَقِيرُ وربَّما قالوا للفَرَس القَصير الدَّوارجِ: كُوسِيٌّ. وعُشْبٌ مُتَكاوِسٌ، إذا كثُر وكثُف، وهو من قياس الباب لأنَّه يتصرَّعُ بعضُه على بعض. فأمَّا الكأس، فيقال هو الإناء بما فيه من خمر، وهو من غير الباب. (كوع) الكاف والواو والعين كلمةٌ واحدة، وهي الكُوع، وهو طرَف الزَّنْد مما يلي الإبهام. والكَوَعُ: خُروجُه ونُتوُّه وعِظَمُه. رجلٌ أكوعُ. ويقال الكَوَع: إقبال الرُّسغين على المنكِبين. وكوَّعَه بالسَّيف: ضَربَه. ولعلّه بمعنى أن يُصِيبَ كُوعَه. (كوف) الكاف والواو والفاء أصيل يقولون: إنَّه يدلُّ على استدارةٍ في شيء. قالوا: تكوَّفَ الرّملُ: استدارَ. قالوا: ولذلك سمّيت الكُوفةُ. ويقولون: وقعنا في كُوفَان وكَـُـوَّفان، أي عناءٍ ومشقّة، كأنَّهم اشتقُّوا ذلك من الرَّمل المتكَوِّف، لأن المشيَ فيه يُعَنِّي. (كون) الكاف والواو والنون أصلٌ يدلُّ على الإخبار عن حدوث شيء، إمَّا في زمانٍ ماضٍ أو زمان راهن. يقولون: كان الشيءُ يكونُ كَوناً، إذا وقَعَ وحضر. قال الله تعالى: {وَإنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ} [البقرة 280]، أي حَضَر وجاء. ويقولون: قد كان الشِّتاءُ، أي جاء وحضر. وأمَّا الماضي فقولنا: كان زيدٌ أميراً، يريد أنَّ ذلك كان في زمان سالف. وقال قوم: المكانُ اشتقاقه مِن كان يكون، فلمّا كثُر* تُوُهِّمت الميمُ أصليّةً فقيل تمكّن، كما قالوا من المِسكين تَمَسْكَنَ. وفي الباب كلمةٌ لعلَّها أن تكون من الكلام الذي دَرَج بدُروج مَن عَلِمه. يقولون: كُنْت على فلان أكون عليه، وذلك إذا كَفَلت به. واكتَنْت أيضاً اكتياناً. وهي غَرِيبة. (كوم) الكاف والواو والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تجمُّع في شيء مع ارتفاع فيه. من ذلك الكَوْماء، وهي النَّاقة الطَّويلة السنام. والكَوْم: القِطعة من الإبل، والكَوْمة: الصُّبْرة من الطَّعام وغيرِه. وربّما قالوا: كامَ الفرسُ أنثاه يَكُومها، وذاك نَفْس التجمُّع. (كول) الكاف والواو واللام كلمةٌ إن صحَّت. يقولون: تكوَّلَ القومُ على فلانٍ، إذا تجمَّعوا عليه.
(كيد) الكاف والياء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على معالجةٍ لشيء بشدّة، ثم يتّسع الباب، وكلّه راجعٌ إلى هذا الأصل. قال أهلُ اللُّغة: الكيد: المعالجة. قالوا: وكلُّ شيءٍ تُعالِجُه فأنت تَكِيدُه. هذا هو الأصل في الباب، ثم يسمُّون المَكر كيداً. قال الله تعالى: {أمْ يُرِيدُونَ كَيْداً} [الطور 42]. ويقولون: هو يَكيدُ بِنَفسهِ، أي يجودُ بها، كأنَّه يُعالِجها لتخرُج. والكَيْد: صِياح الغراب بجَهْدٍ. والكَيد: أن يُخرِج الزّندُ النّار ببطءٍ وشدة، والكَيد: القَيء، وربّما سمَّوا الحَيض كيداً. والكَيد: الحرب، يقال: خرجوا ولم يلقَوْا كيداً، أي حرباً. (كير) الكاف والياء والراء كلمةٌ، وهي كِيرُ الحَدّاد. قال أبو عمرو: الكُور: المبنيُّ من الطِّين، والكِير: الزِّقّ. قال بشر: كأنَّ حَفيف مَنْخَرِه إذا ما *** كَتَمْنَ الرّبْوَ كِيرٌ مُستعارُ (كيس) الكاف والياء والسين أصل يدلُّ على ضمٍّ وجمع. من ذلك الكِيس، سمِّي لِمَا أنَّه يَضُمُّ الشيء ويجمعُه. ومن بابه الكَيْس في الإنسان: خلاف الخُرْق، لأنَّه مجتمَع الرّأي والعقل، يقال رجلٌ كَيِّس ورجالٌ أكياس. وأكْيَسَ الرّجلُ وأكاسَ، إذا وُلِد له أكياسٌ من الوَلَد. قال: فلو كُنْتم لكَيِّسةٍ أكَاست *** وَكَيْسُ الأمِّ أَكْيَسُ للبنينا ولعلَّ كَيسان فَعلان من أكْيَس. وكانت بنو فَهمٍ تسمِّي الغَدْرَ كيسان. قال: إذا ما دَعَوا كيسان كانت كهولُهم *** إلى الغدر أدنى من شَبابهم المُرْدِ (كيص) الكاف والياء والصاد إنْ صحَّ فهو يدلُّ على انقباضٍ وضيق. ويقولون: كاصَ يَكيص، مثل كَاعَ. ويقولون: إنَّ الكِيصَ: الرجُل الضيِّق الخُلُق. وحُكِيت كلمةٌ أنا أرتاب بها، يقولون: كِصْنا عند فُلانٍ ما شِئْنا، [أي] أكلنا. (كيف) الكاف والياء والفاء كلمةٌ. يقولون: الكِيفة: الكِسْفة من الثّوب. فأمَّا كيفَ فكلمةٌ موضوعة يُستفهَم بها عن حالِ الإنسان فيقال: كيف هو؟ فيقال: صالح. (كيل) الكاف والياء واللام ثلاثُ كلماتٍ لا يُشْبِهُ بعضُها بعضاً. فالأولى: الكَيل: كيل الطعام. يقال: كِلْتُ فلاناً أعطيته. واكتلْتُ عليه: أخَذْتُ منه. قال الله سبحانه: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إذَا اكتَالُوا علَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وإذَا كالوهُمْ أوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين 1، 2، 3]. والكلمة الثانية: كالَ الزَّنْدُ يَكِيلُ؛ إذا لم يُخرِجْ ناراً. والكلمة الثالثة: الكَيُّول: مُؤَخَّر الصَّفِّ في الحرب. قال: إنِّي امرُؤٌ عاهَدَني خليلي *** ألاَّ أقُومَ الدَّهْرَ في الكَيُّولِ (كين) الكاف والياء والنون شيء يقولون إنه في عضوٍ من أعضاء المرأة يَضِيق به، والجمع كُيون. قال جرير: غَمَزَ ابنُ مرَّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها *** غَمْزَ الطبيبِ نَغانِغَ المعذورِ فأمّا الكِينة، في قولهم: بات فُلانٌ بكِينةِ سَوْءٍ، أي بحال سوء، فأصله الكَوْن فِعلَة من الكون. (كيت) الكاف والياء والتاء كلمةٌ إن صحَّت، يقولون: التكييت تيسير الجَهاز. قال: كَيِّت جهازك إمّا كنتَ مرتحِلاً *** إنِّي أخاف على أذوادِك السَّبُعا (كيح) الكاف والياء والحاء* كلمةٌ واحدة. يقولون: الكِيح: سَنَد الجَبَل. قال الشَّنْفرَى: ويركُضْنَ بالآصالِ حَولي كأنَّني *** من العُصْمِ أدفى يَنْتحِي الكِيحَ أعْقَلُ
وقد تكون الألف منقلبة وتكتب هاهنا للَّفظ، وقد تكون مهموزة. (كاذ) الكاف والألف والذال كلمة، وهي الكَاذَة: لحمُ أعالي الفَخِذين. (كار) الكاف والألف والراء. يقولون: الكَأْر: أن يَكْأر الرّجُل من الطّعام، أي يصيب منه أخْذاً وأكلا. (كان) الكاف والألف والنون. يقولون: كَأَن، أي اشتدَّ، وكأنتُ: اشتددت. (كأب) الكاف والهمزة والباء كلمةٌ تدلُّ على انكسارٍ وسوءِ حال. من ذلك الكآبة. يقال كَأْبة وكَآبة، ورجلُ كئيب. (كأد) الكاف والألف والدال يدلُّ على شِدَّة ومَشَقّة. يقولون: تكَاءَده الأمرُ، إذا صعُب عليه. والعَقَبة الكَؤُود: الصَّعبة.
(كبت) الكاف والباء والتاء كلمة واحدة، وهي من الإذلال والصَّرفِ عن الشيء. يقال: كَبَتَ اللهُ العدُوَّ يَكْبِتُه، إذا صَرَفَهُ وأذلَّهُ. قال الله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ ورَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [المجادلة 5]. (كبث) الكاف والباء والثاء كلمةٌ، وهي الكَبَاث، يقال: إنَّه حَمْل الأراك. وحَكَوْا عن الشَّيباني: كَبِثَ اللَّحمُ: تغيَّرَ وأرْوَحَ. قال: أصبَحَ عمّارٌ نَشِيطاً أَبِثَا *** يأكُلُ لحماً بائتاً قد كَبِثَا (كبح) الكاف والباء والحاء كلمة. يقال: كَبَحْت الفرس بلجامه أكْبَحُه. (كبد) الكاف والباء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدّة في شيء وقُوّة. من ذلك الكَبَد، وهي المشقّة. يقال: لَقِيَ فلانٌ من هذا الأمر كَبَداً، أي مشَقة. قال تعالى: {لَقَدْ خَلقْنَا الإنسانَ في كَبَدٍ} [البلد 4]. وكابدتُ الأمر: قاسيتُه في مشقّة. ومن الباب الكَبِد، وهي معروفة، سمِّيت كَبِداً لتكبُّدِها. والأكبد: الذي نَهَدَ موضعُ كَبِده. وكَبَدْتُ الرّجُل: أصبتُ كَبِدَه. وكَبِدُ القوسِ: مستعارٌ من كَبِد الإنسان، وهو مَقْبِضُها. وقوسٌ كَبْداء: إذا مَلأ مَقْبِضُها الكفّ. ومن الاستعارة: كَبِد السَّماء: وسطها. ويقولون: كُبَيْدَاء السَّماء، كأنَّهُم صغّروها، وجمعوها على كُبَيدات. ويقال: تكبَّدَتِ الشّمس، إذا صارت في كَبِد السماء. والكُبَادُ: وجَعُ الكَبِد. وتَكَبَّدَ اللَّبنُ: غَلُظَ وخَثُر. (كبر) الكاف والباء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على خِلاف الصِّغَر. يقال: هو كَبيرٌ، وكُبَار، وكُبَّار. قال الله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً} [نوح 22]. والكِبْرُ: مُعظَم الأمر، قولـه عزّ وعلاَ: {والَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ} [النور 11]، أي مُعظَم أمرِه. ويقولون: كِبْرُ سياسةِ القوم في المال. فأمَّا الكُبْر بضم الكاف فهو القُعدد. يقال: الوَلاء للكُبْر، يراد به أقْعَد القَوم في النَّسَب، وهو الأقربُ إلى الأب الأكبر. ومن الباب الكِبَر، وهو الهَرَم. والكِبْر: العظَمة، وكذلك الكِبرياء. ويقال: وَرِثُوا المجدَ كابِراً عن كابر، أي كبيراً عن كبيرٍ في الشَّرفِ والعِزّ. وعلَتْ فلاناً كَبْرَةٌ، إذا كَبِر. ويقال: أكبَرْتُ الشّيءَ: استعظمتُه. (كبس) الكاف والباء والسين أصلٌ صحيح، وهو من الشَّيء يُعْلَى بالشَّيء الرَّزين، ثم يقاس على هذا ما يكونُ في معناه. من ذلك الكَبْس: طَمُّك الحُفَيرةَ بالتُّراب. والتُّراب كِبْسٌ. ثمَّ يتَّسعون فيقولون: كَبَس فلانٌ رأسَه في ثوبه، إذا أدخَلَه فيه. والأرنبةُ الكابسة، هي المقبلةُ على الجَبْهة في غِلَظٍ وارتفاع. يقال منه كَبَسَتْ. ومن الباب الكِباسَة: العِذْق التامُّ الحمل. [و] الكبيس: التمرُ يُكبَس. والكابوس: ما يَقَع على الإنسان باللَّيل. قال ابن دريد: أحسبه مولَّداً. والكَبِيس: حَلْيٌ يُصاغ مجوَّفاً* ثمَ يُحشَى طيناً. والكُباس والأكبَس: العظيم الرَّأس. (كبش) الكاف والباء والشين كلمةٌ واحدة، وهي الكَبْش، وهو معروف. وكبْشُ الكتيبةِ: عظيمُها ورئيسُها. قال:
ثمَّ ما هابُوا ولكن قدّموا *** سكبشَ غاراتٍ إذا لاقى نَطَحْ (كبع) الكاف والباء والعين. قالوا - والله أعلم بصحَّته- إنَّ الكَبْع: نقد الدِّرهم والدِّينار. قال: قالوا لِيَ اكْبَعْ قلتُ لَسْتُ كابِعاً *** وقُلتُ لا آتِي الأميرَ طائعا (كبل) الكاف والباء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حَبْسٍ ومنع. من ذلك الكَِبْل: القَيد الضَّخم. يقال: كَبَلْتُ الأسيرَ وكَبَّلتُه. ويقولون: إنَّ الكابول: حِبالةُ الصَّائد. فأمَّا المكابَلة فهو من هذا أيضاً، وهو التَّأخير في الدَّين، يقال: كَبَلتُك دينَك، وذلك من الحبس أيضاً. ومن الباب أيضاً المكابَلة: أن تُباعَ الدَّارُ إلى جنب دارِك وأنت محتاجٌ إليها فتؤخر شراءها ليشتريَها غيرُك ثم تأخذَها بالشُّفعة. وقد كُرِه ذلك. (كبن) الكاف والباء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على قَبْضٍ وتقبُّض. يقال للبخيل: الكُبُـنَّة: وقد اكبَأَنَّ، إذا تَقبَّض حين سئل. ويقال: كبَن الدَّلوَ، إذا ثَنَى فَمَها وخَرزَه ويقال له الكَبْن. ومن الباب كَبَن عن الشيء: عَدَل، وكَنَب أيضاً. والمكبون من الخيل: القصير القوائم. ومما قيس على هذا قولُهم: تَكبَّن، إذا سَمِن. ولا يكون ذلك إلاَّ في تجمُّع لحم. ويقولون: كَبَن كُبُوناً، إذا عَدا في لِينٍ واسترسالٍ. (كبو) الكاف والباء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على سُقوطٍ وتزيُّل. يقال: كبا لوجهه يَكبُو، وهو كابٍ، إذا سَقَط. قال: فكَبَا كما يكبُو فنِيقٌ تَارِزٌ *** بالخَبْتِ إلاّ أنَّه هو أبْرَعُ ويقال: كبا الزّندُ يكبُو، إذا لم يُخرِجْ نارَه. ويقال: كَبَوْتُ الكُوزَ وغيرَه، إذا صبَبْتَ ما فيه. والتُّراب الكابي: الذي لا يستقرُّ على وَجْه الأرض. ويقال: هو كابِي الرَّماد، أي عظيمُه، ينهال. ومن الباب الكِبا: الكُنَاسة؛ والجمع الأكباء. ومما شذَّ من هذا الأصل الكِبَاء ممدود، وهو ضربٌ من العُود. يقال كَبُّوا ثيابَكم، أي بَخِّروها. قال: * ورنداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتَّرَا *
(كتد) الكاف والتاء والدال حرفٌ واحد، وهو الكَتَد: ما بين الكاهل إلى الظَّهر. والكَتَد: نجمٌ. (كتر) الكاف والتاء والراء. يقولون: الكَتْر. وسط كلِّ شيء. وقال: الكَِتْر: السَّنام نفسُه. قال: * كِتْرٌ كحافَة كِير القَيْنِ ملمومُ * قال الأصمعيّ: لم أسمع بالكِتْر إلاَّ في هذا البيت. ويقولون: الكَتْر: الحَسَب والقَدْر. (كتع) الكاف والتاء والعين كلماتٌ غير موضوعةٍ على قياس، وليست من الكلام الأصيل. يقولون الكُتَع: الرّجُل اللَّئيم. ويقولون كَتَع بالشيء: ذهب به. وما بالدّارِ كتيعٌ، أي ما فيها أحد. وكَتَع فلانٌ في أمره: شَمَّر. وجاء القومُ أجمعون أكتَعُون على الإتباع. (كتل) الكاف والتاء واللام أصيلٌ يدلُّ على تجمُّع. يقال: هذه كُتْلةٌ من شَيء، أي قطعةٌ مجتمعةٌ. قال ابنُ دريد يقال ألقى فلان عليَّ كَتالَهُ، أي ثِقْله. وذكر في شِعر [ابن] الطَّثْريّة. (كتم) الكاف والتاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إخفاء وسَتر. من ذلك كَتَمت الحديثَ كَتْماً وكِتماناً. قال الله تعالى: {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً} [النساء 42]. ويقال: ناقةٌ كَتومٌ: لا تَرغُو إذا رُكبت، قُوَّةً وصَبراً. قال: * وكانت بقيّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ * وسحابٌ مُكْتَتِم: لا رعد فيه. وخَرْزٌ كَتِيمٌ: لا يَنْضَح الماء. وقوسٌ كَتوم: لا تُرِنُّ. وأمّا الكَتَم، فنباتٌ يُختَضَب به. (كتن) الكاف والتاء والنون أصلٌ يدلُّ على لطخٍ ودَرَن. يقال الكَتَن: لَطْخ الدُّخانِ البيتَ. ويقال: كَتِنَتْ جَحافِل الدّابة: اسوَدَّت من أكل الدَّرِين. وكَتن السِّقاءُ، إذا لَصِق به اللَّبَنُ من خارج فَغَلُظ. والكَتَّان معروف، وزعموا أنَّ نُونَه أصليّة. وسَمَّاه الأعشى الكَتَن. قال ابن دريد: هو عربيٌّ* معروف، وإنَّما سمي بذلك لأنه يلقَى بعضُه على بعضٍ حَتَّى يَكْتِن. (كتو) الكاف والتاء والواو. الكَتْو: مُقارَبة الخَطْو. يقال: كتا يَكتُو كَتواً. حكاه ابنُ دريدٍ عن أبي مالك. (كتب) الكاف والتاء والباء أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على جمع شيءٍ إلى شيءٍ. من ذلك الكِتَابُ والكتابة. يقال: كتبت الكتابَ أكْتبه كَتْباً. ويقولون: كتبتُ البَغلَة، إذا جمعتُ شُفرَي رَحِمها بحَلْقة. قال: لا تأمنَنَّ فَزارِيَّا حَلَلتَ به *** على قَلُوصِك واكتُبْهَا بأسيار والكُتْبَةُ: الخُرْزَة، وإنَّما سمِّيت بذلك لجمعها المخروز. والكُتَب: الخُرَز. قال ذو الرُّمَّة: وَفْرَاءَ غَرْفِيَّةٍ أثأَى خوارِزَها *** مُشَلشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بينَها الكُتَب ومن الباب الكِتَابُ وهو الفَرْضُ. قال الله تعالى: {كُتِبَ علَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة 183]، ويقال للحُكْم: الكتاب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمَا لأَقْضِيَنَّ بينكما بكتاب الله تعالى"، أراد بحُكْمِه. وقال تعالى: {يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً. فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة2، 3]، أي أحكامٌ مستقيمة. ويقال للقَدَر: الكِتاب. قال الجعديّ: يا ابنةَ عمِّي كتاب الله أخَرَجَنِي *** عنكم وهل أمنعَنَّ الله ما فَعَلا ومن الباب كتائب الخيل، يقال: تكتَّبُوا. قال: * بألفٍ تكتَّبَ أو مِقْنَبِ * قال ابنُ الأعرابيّ: الكاتب عند العرب: العالم، واحتجَّ بقوله تعالى: {أمْ عِنْدَهُمُ الغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} [الطور 41، القلم 47]. والمُكاتَب: العبدُ يكاتبه سيِّده على نفسه. قالوا: وأصله من الكِتاب، يراد بذلك الشَّرْطُ الذي يكتب بينهما. (كتف) الكاف والتاء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على عِرَضٍ في حديدة أو عَظْم. من ذلك الكَتِيفة، وهي الحديدة التي يُضَبُّ بها. ومنه الكَتِف وهي معروفة، سمِّيت بذلك لما ذكرناه. ويقال: رجلٌ أكتَفُ: عظيم الكَتِف. وقولهم: كَتف البعيرُ في المَشْي فإنما ذلك إذا بَسَط يديه بَسْطاً شديداً، ولا يكون ذلك إلاَّ ببسطه موضِعَيْ كتِفَيْه. والكَتْف: أن يُشَدَّ حِنْوا الرَّحْلِ أحدُهما إلى الآخر بالكِتاف، وذلك كبعض ما ذكرناه. وكَتَفْتُ اللّحم، كأنَّك قَطعته على تقدير الكَتِف أو الكَتِيفة. وكذلك كَتَفت الثّوب إذا قَطَعته. وأما قولهم للضِّغن والحِقد كَتِيفة، فذلك من الباب أيضاً، وهو من عجيب كلامهم: أن يحملوا الشيء على محمول غيره. والمعنى في هذا أنَّهم يسمُّون الضِّغْن ضبَّاً، لأنَّه يُضِبُّ على القَلْب. فلما كانت الضَّبَّة في هذا القياس بمعنى أنَّها تُضَبُّ على الشَّيء وكانت تسمَّى كَتيفةً، سمَّوا الضِّغن ضَبَّاً وكتيفة، والجمع كتائف. [قال]: أخوكَ الذي لا يَمْلِكُ الحسَّ نفسُه *** وتَرفَضُّ عند المُحْفِظات الكتائفُ وأما الكُِتْفان من الجَرَاد فهو أوّلُ ما يطير منه. وهو شاذٌّ عن هذا الأصل. (كتو) الكاف والتاء والواو فيه كلمةٌ لا معنَى لها، ولا يُعرَّج على مِثلها. يقولون: اكْتَوْتَى الرّجلُ، إذا بالَغَ في صفة نَفْسِه من غير عمل. واكْتَوْتَى تعتع. وليس هذا بشيء. البيت للقطامي في ديوانه 27 واللسان (حس، رفض، حفظ، كتف).
(كثر) الكاف والثاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ خِلاف القِلّة. من ذلك الشَّيء الكثير، وقد كَثُر. ثم يُزَاد فيه للزِّيادة في النّعت فيقال: الكوثر: الرّجلُ المِعطاء. وهو فَوْعلٌ من الكَثْرة. قال: وأنتَ كثيرٌ يا ابنَ مروانَ طيِّبٌ *** وكان أبوك ابنُ العقائل كَوْثرا والكَوثَر: نهرٌ في الجَنّة. قال الله تعالى: {إنَّا أعْطَينَاكَ الكَوثَرَ} [الكوثر 1] قالوا هذا وقالوا: أراد الخير الكثير. والكَوْثَر: الغُبار، سمِّي بذلك لكََثْرَته وثوَرَانه. قال: * حَمْحَمَ في كَوْثرٍ كالجَلاَلِ * ويقال: كاثَرَ بنو فلان [بني فلانٍ] فكَثَرُوهم، أي كانوا أكثَرَ منهم. وعَدَدٌ كاثِرٌ، أي كثير. قال الأعشى: ولستَ بالأكثَرِ منهم حَصىً *** وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ (كثف) الكاف والثاء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تراكُبِ شيءٍ على شيءٍ وتجمّع. يقال: هذا شيءٌ كثيف. وسحابٌ كثيف* وشجر كثيف. (كثع) الكاف والثاء والعين قريبُ المعنى من الذي قبله. يقال شَفةٌ كاثِعةٌ، إذا كَثُر دَمُها. وكَثَع اللّبنُ: علا دَسَمُه. وكَثَّعَتْ لحيتُه: طالت وكَثُرت. (كثم) الكاف والثاء والميم أُصَيلٌ يدلُّ على امتلاءٍ وسَعة. يقال للشَّبعان: الأكثم. ويقال للعظيم البطن: أكْثَم. ويقولون: أكْثَمَ قِربتَه، إذا مَلأَها. والأكثم: الطَّريق الواسع. ويقال أكْثَمَ فَمَه، إذا أدْخَلَ فيه القِثّاء، ونحوَه ثمّ كَسَره. (كثو) الكاف والثاء والواو كلمةٌ واحدة وهي الكَوْثَلُ للسَّفينة، وربَّما شُدِّد. (كثا) الكاف والثاء والحرف المعتلّ أو المهموز أصلٌ صحيح، وَصفٌ من صِفات اللبن ثم يُشَبّه به. ويقولون: الكُثْوة: القليل من اللّبن الحليب. ومنه اشتقاق كُثْوةَ الشَّاعر، وقالوا أيضاً: لبنٌ مُكْثٍ، إذا كانت له رِغوةٌ. وربَّما حَمَلوا المهموز عليه، فيقال: كَثَأَت القِدرُ، إذا أزْبَدَت للغَلْي. وكَثأَ النَّبتُ: طَلَع. وكَثَأت اللِّحيةُ من هذا. (كثب) الكاف والثاء والباء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على تجمُّع وعلى قُرْب. من ذلك الكُثْبة، وهي القِطعة من اللَّبَن ومن التَّمر. قالوا: سمِّيت بذلك لاجتماعها. ومنه كثيب الرَّمل. والكاثب: الجامع. والكاثِبةُ: ما ارتفَعَ من مِنْسَج الفَرَس؛ والجمع كواثب. قال النابغة: * إذا عَرَضُوا الخطِّيِّ فوقَ الكواثِبِ * وأكثبَ الصّيدُ، إذا أمكَنَ من نفسه، وهذا من الكَثَب وهو القُرْب. فأما قوله: لأصبَحَ رَتْماً دُقَاقَ الحَصَى *** مَكَانَ النَّبيِّ من الكاثبِ
فيقال إنّه جبلٌ معروف. قال ابن دريدٍ وغيرهُ: الكُثَّاب: سهم صغيرٌ يُرمَى به. وأنشدوا: رمَتْ من كَثَبٍ قَلبي *** ولم تَرمِ بكُثَّابِ وهذا إذا صح فلعلَّه سمِّي لقِصَره وقُربِ ما بين طرَفيه.
(كحل) الكاف والحاء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على لونٍ من الألوان. والكَحَلُ: سوادُ هُدْب العَين خِلقةً. يقال كَحِلَت عينُه كَحَلاً، وهي كَحِيل، والرّجُل أكْحَلُ. ويقال للمُلْمُول الذي يُكتحلْ به: المِكْحال. ومما شذَّ عن هذا الباب: الكُحَيْل: الخضخاض الذي يُهنأ به، بني على التَّصغير. والمِكحالان: عظما الوَرِكين منَ الفَرَس، ويقال بل هما عظْما الذِّراعين. والأكحَل: عرقٌ. وكَحْلُ: اسمٌ للسَّنة المجدِبة. ومن أمثالهم: "باءت عَرارِ بكَحْل"، إذا قتِل القاتل بمقتولِه. ويقال: كانتا بقرتَينِ قتلت إحداهما الأخرى فقُتِلَتْ بها. (كحم) الكاف والحاء والميم ليس بشيء، إلاَّ أنَّ ابن دريدٍ زعم أن الكَحْمَ: الحِصْرِم. وذكر أنَّه يقال بالباء أيضاً.
(كدر) الكاف والدال والراء أصلٌ يدلُّ على خلاف الصَّفو، والآخَر يدلُّ على حركة. فالأول الكَدَر: خلاف الصَّفْو، يقال كَدِر الماءُ وكَدُر. ويقولون: "خُذْ ما صَفَا ودع ما كَدَُر". ويُستعار هذا فيقال: كَدِر عيشه. والكُدْرِيُّ: القَطا؛ لأنَّه نُسِب إلى معظم القطا، وهي كُدْر. وهذا من الأوّل، لأنَّ في ذلك اللَّون كُدرة. ومنه الكُدَيْرَاء: لبنٌ حليب يُنقَع فيه تمرٌ. وبناتُ أكدَرَ: حُمُر وحشٍ نسبَت إلى فحل، ولعلَّ ذلك اللَّون أكدر. وأمَّا الأصل الآخر فيقال: انكدَرَ، إذا أسْرَع، قال الله تعالى: {وإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} [التكوير 2]. (كدس) الكاف والدال والسين ثلاثُ كلماتٍ لا يشبه بعضها بعضاً. فالأولى: كُدْس الطَّعام. والثانية التكَدُّس، وهو مَشيُ الفَرَس كأنَّه مُثقَل. قال: وخيل تَكَدَّسُ بالدارِعِينَ *** كمشي الوُعول على الظَّاهِره والثالثة: الكوادس: ما تَطيَّرُ منه، كالفأل والعُطاسِ ونحوِه. قال: * ولم تحبِسك عَنِّي الكوادِسُ * (كدش) الكاف والدال والشين ليس بناءً يشبه* كلام العرب، لعلّه أن يكون شيئاً يقارب الإبدال. يقال كَدَس وخَدَش بمعنىً. وكَدَشَ وكَدَح أي كَسَبَ. وكَدَش الشّيءَ بأسنانه: قطعه. وكلُّ هذا شيء واحدٌ في الضَّعف. (كدع) الكاف والدال والعين ليس بشيءٍ، غير أنَّ ابن دريد ذكر أن الكَدْع: الدَّفْع الشَّديد. (كدم) الكاف والدال والميم أصلٌ صحيح فيه كلمةٌ واحدة. يقال كَدَمَ، إذا عَضَّ بأدنَى فيه، كما يَكدِم الحمار. ويقال أيضاً إنّ الكَدَمة: الحَرَكة. قال: لما تَمَشَّيْتُ بُعَيدَ العَتَمه *** سَمِعتُ من فوقِ البُيوتِ كَدَمَهْ (كدن) الكاف والدال والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على توطئةٍ في شيءٍ متجمِّع. من ذلك الكُدُون: شيءٌ توطِّئ به المرأة لنفسها في الهوْدَج. ثم يقال امرأةٌ كَدِنةٌ: ذاتُ لحمٍ كثير. وبعير ذو كُدْنةٍ، إذا عظُمَ سَنامُه. واشتقاق الكَوْدَنمن هذا، لأنَّه يكون ذا لحمٍ وغِلَظ جِسم. يقولون: ما أبْيَنَ الكَدَانة فيه، أي الهُجْنة. والكَدَنُ: ما يبقى في أسفل الماء من الطِّين المتلجِّن. وهو من هذا القياس. فأمَّا الكِدْيَوْن فيقال إنّه دُقاق التُّراب والسِّرجينِ يُجمعانِ ويُجلَى به الدُّروع. قال النابغة: عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً *** فهُنَّ إضاءٌ ضافياتُ الغلائل (كده) الكاف والدال والهاء ليس بشيء. على أنّهم يقولون: الكَدْه: الصَّكُّ بالحجَر. يقال: كَدَهَ يَكْدَهُ. وسقَطَ الشَّيءُ فتكَدَّه، أي انكسر. (كدي) الكاف والدال والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على صلابةٍ في شيء، ثم يقاس عليه. فالكُدْيَةُ: صَلابةٌ تكون في الأرض، يقال: حَفَر فأكْدَى، إذا وَصَلَ إلى الكُدْية. ثم يقال للرجُل إذا أعطَى يسيراً ثم قَطَع: أكْدَى، شُبِّه بالحافر يَحفِر فيُكدِي فيُمسِك عن الحَفْر. قال الله تعالى: {أعْطَى قَلِيلاً وأكْدَى} [النجم 34]. والكُداية، هي الكُدْية. ويقال: أرض كادية، أي بطيئة، وهو من هذا. وربَّما همز هذا فيكون من الباب الذي يُهمز وليس أصله الهمز. زعم الخليل أنَّه يقال: أصابت زروعَهم كادئة، وهو البرد. وأصاب الزَّرع بردٌ وكَدَّأه، أي رَدَّه في الأرض. وقال الفَراء: كَدِي الكلبُ كَدىً، إذا شَرِب اللبن ففسَد جوفُه. ويقال أكديتهُ أكدِيه إكداءً، إذا رددته عن الشَّيء، والقياس في جميع ما ذكرناه واحد. وكَدَاء: مكان، ولعلّه أن يكون من الكُدْية. (كدب) الكاف والدال والباء، يقال فيه كلمة. قالوا: إنَّ الكَدِبَ: الدّم الطريّ. وروي أنَّ بعضهم قرأ: {وَجَاؤُوا علَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَدِبٍ} [يوسف 18]. (كدح) الكاف والدال والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تأثيرٍ في شيء. يقال كَدَحه وكدّحه، إذا خَدَشَه. وحمار مُكَدَّح: قد عضَّضَتْه الحُمُر. ومن هذا القياس كدَح إذا كَسَبَ، يكدَح كَدْحاً فهو كادح. قال الله عزّ وعلا:{إنَّكَ كَادِحٌ} [الانشقاق 6]، أي كاسِب. (كذب) الكاف والذال والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على خلاف الصِّدق. وتلخيصه أنَّه لا يبلُغ نهايةَ الكلامِ في الصِّدق. من ذلك الكَذِب خِلاف الصِّدق. كَذَب كَذِباً. وكذّبت فلانا:ً نسبته إلى الكذب، وأكذبتُه: وجدتُه كاذباً. ورجل كَذّابٌ وكُذَبَةٌ. ثم يقال: حَمَلَ فلانٌ ثم كَذَبَ وكذّب، أي لم يصدُق في الحَمْلة. وقال أبو دُواد: قلتُ لَمَّا نَصَلاَ من قُنَّةٍ *** كَذَب العَيْرُ وإن كان بَرَحْ وزعموا أنَّه يقال كَذَب لبنُ الناقة: ذهب. وفيه نظر، وقياسُه صحيح. ويقولون ما كذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث، وكلُّ هذا من أصلٍ واحد. فأمّا قول العرب: كَذَبَ عليكَ كذا، وكذبَكَ كذا، بمعنى الإغراء، أي عليك به، أو قد وجب عليك، كما جاء في الحديث: "كَذَبَ عليكم الحَجُّ"، أي وجب فكذا جاء عن العرب. ويُنشِدون في ذلك شعراً* كثيراً منه قوله: وذُبْيانيَّةٍ وصَّتْ بنيها *** بأن كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوف وقول الآخر: كذَبتُ عليكم أَوعِدُوني وعلِّلوا *** بي الأرضَ والأقوامَ قِردانَ مَوظَبا وما أحسِب ملخَّصَ هذا وأظنُّه [إلاّ] من الكلام الذي درجَ ودرجَ أهلُه ومن كان يعلمه.
(كرز) الكاف والراء والزاء أصل صحيحٌ يدل على اختباءٍ وتستُّر ولِوَاذ، يقال: كارَزَ إلى المكان، إذا مال إليه واختبأ فيه. وأنشد: * إلى جَنْب الشَّريعة كارزُ * وكارَزَ [عن] فلانٍ، إذا فرّ عنه واختبأ منه. وأمَّا الكُرْز فهو الجُوالِق؛ وسمِّي بذلك لأنَّه يُخْبأ فيه الشيء. وقول رؤبة: * كَالكُرَّزِ المربوطِ بينَ الأوتادْ * فهذا فارسيٌّ معرب. يقولون: الكُرَّز: البازِي في سنته الثانية. والكَرّاز: كبشٌ يعلِّق عليه الراعي كُرْزَه، وهو شيءٌ له كالجُوالِق. فأمَّا الكَرِيز وهو الأَقِط، فليس من الباب، لأنه من الإبدال والأصل فيه الصاد. (كرس) الكاف والراء والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على تلبُّدِ شيءٍ فوقَ شيء وتجمُّعه. فالكِرْس: ما تلبَّدَ من الأبعار والأبوال في الدِّيار. واشتقت الكُرَّاسَة من هذا، لأنَّها ورقٌ بعضُه فوقَ بعض. وقال: يا صاحِ هل تعرفُ رسماً مُكْرَسَا *** قال نَعَم أعرفُه، وأَبْلَسَا والكَرَوَّس: العظيم الرَّأس، وهو من هذا كأنَّه شيء كُرِّس، أي جُمِع جمعاً كثيفاً. ومن الباب الكَرْكَسةُ: ترديد الشيء. ويقال للذي ولدته إماءٌ: مُكَرْكَس، أي هو مردَّد في وِلادِهنَّ له. (كرش) الكاف والراء والشين أصلٌ صحيح يدلُّ على تَجمُّع وجَمْع. من ذلك الكَرِش. سمِّيت لجَمْعها ما فيها. ثم يُشتقّ من ذلك، فيقال للجماعة من الناس كَرِش. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الأنصارُ كَرِشِي وعَيْبتي". وكَرِش الرجُل: عيالُه وصغارُ ولدهِ. ويقال للأَتَان الضَّخمة الخاصِرَتَين: كرشاء. وتكرَّشَ وجههُ: تَقَبَّض فصار كالكرش. والكَرْشاء: القدم التي قَصُرَتْ واستوى أخمَصُها. (كرص) الكاف والراء والصاد كلمة واحدة. يقولون: الكَرِيص: الأَقِط. (كرض) الكاف والراء والضاد كلمةٌ واحدةٌ صحيحة مُختلف في تأويلها، وهي الكِرَاض. قال قوم: هو ماء الفحل تُلقِيه النَّاقةُ بعد ما قَبِلته. يقال: كرَضَتِ الناقةُ ماءَ الفحل تَكْرُضُه. ويقولون: الكِرَاضُ: مَنِيُّ الرّجُل. قال الطرِمَّاح: سوفَ تُدنيك من لَمِيسَ سَبَنْتاةٌ *** أمَارتْ بالبَول ماءَ الكِرَضِ وقال ابن دريد: الكِراض: حَلَقُ الرَّحِم. قال الأصمعي: لا واحدَ لها. وقال غيره: واحدها كَرْض. (كرع) الكاف والراء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على دِقَّةٍ في بعض أعضاء الحيوان. من ذلك الكُرَاع، وهو من الإنسان ما دونَ الرُّكبة، ومن الدوابِّ: ما دون الكَعب. قال الخليل: تكَرَّعَ الرّجُل إذا توضَّأ للصلاة لأنَّه يَغسِل أكارِعَه. قال: وكُرَاع كلِّ شيءٍ: طرَفُه. قال: والكُرَاع من الحَرّة: ما استطالَ منها، قال مُهلهل: لما تَوَقّلَ في الكُرَاعِ هجينُهم *** هَلْهَلْتُ أثأرُ جابراً أو صِنْبِلا فأمَّا تسميتُهم الخَيْل كُراعاً فإنَّ العرب قد تعبِّر عن الجسم ببعض أعضائِه، كما يقال: أعتَقَ رقبةً، ووَجْهِي إليك. فيمكنُ أن يكون الخيلُ سمِّيت كُرَاعاً لأكارعها، والكَرَع: دِقّة السّاقَين. فأمّا الكَرَع فهو ماء السَّماء، وسمِّي به لأنه يُكْرَع فيه، وقيل لأنَّ الإنسان يُكْرِع فيه أكارِعَه، أو يأخذه بيديه، وهما بمعنى الكُراعين، إذا كانا طرَفَين. (كرف) الكاف والراء والفاء كلمتان* متباينتان جداً، فالأولى الكَرْف، وهو تشمُّم الحِمار البولَ ورفعُه رأسَه. والثانية الكِرفئ: السَّحاب المرتفع الذي يُرى بعضُه فوقَ بعض. (كرم) الكاف والراء والميم أصلٌ صحيح له بابان: أحدهما شَرَفٌ في الشَّيء في نفسِه أو شرفٌ في خُلُق من الأخلاق. يقال رجلٌ كريم، وفرسٌ كريم، ونبات كريم. وأكرَمَ الرّجلُ، إذا أتَى بأولادٍ كرام. واستَكْرَم: اتَّخَذَ عِلْقاً كريماً. وكَرُم السّحابُ: أتَى بالغَيث. وأرضٌ مَكرَُمةٌ للنَّبات، إذا كانت جيِّدة النبات. والكَرَم في الخُلْق يقال هو الصَّفح عن ذنبِ المُذنب. قال عبدُ الله بنُ مسلِم بن قُتيبة: الكريم: الصَّفوح. والله تعالى هو الكريم الصَّفوح عن ذنوب عبادِه المؤمنين. والأصل الآخر الكَرْم، وهي القِلادة. قال: * عَدُوسِ السُّرَى لا يَعرِف الكَرْمَ جيدُها * وأمّا الكَرْم فالعِنَب أيضاً لأنَّه مجتَمِع الشُّعَب منظومُ الحبّ. (كرن) الكاف والراء والنون كلمةٌ واحدة في الملاهي. يقال: إنَّ الكِرَان: الصَّنْج. قال امرؤ القيس: .. فيا رُبَّ قينةٍ *** منعَّمة أعملتُها بِكرَانِ والقَينة: كَرِينةٌ. (كره) الكاف والراء والهاء أصلٌ صحيحٌ واحد، يدلُّ على خلاف الرِّضا والمحبّة. يقال: كرِهتُ الشَّيء أكرَهُه كَرْهاً. والكُرْه الاسم. ويقال: بل الكُرْه: المشقّة، والكَرْه: أن تكلَّف الشيءَ فتعملَه كارهاً. ويقال من الكُره الكَرَاهِيَة والكَرَاهيّة. والكَرِيهة: الشِّدة في الحرب. ويقال للسَّيف الماضي في الضّرائب: ذُو الكريهة. ويقولون: إنَّ الكَرْه: الجَمَل الشَّديد الرأس، كأنّه يكره الانقياد. (كري) الكاف والراء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على لِينٍ في الشيء وسُهولة، وربما دلَّ على تأخير. فاللِّين والسهولة الكَرَى، وهو النُّعاس. ومن بابه السَّيْر المُكَرِّي: اللَّيِّن الرقيق. ومنها المُكَارِي وهو الظِّلُّ الذي يُكاري الشّيءَ، أي هو معه لا يفارقُه. وهو أليَنُ ما يكونُ وألطفَهُ. قال جرير: لَحِقتُ وأصحابي على كُلِّ حُرَّةٍ ***مَرُوح تُبارِي الأحمسيَّ المُكارِيا أي إنّها تُبارِي ظِلَّها كأنَّها تُساير. ومن الباب الكَرْوُ: أنْ يَخْبِط الفرسُ في عَدْوه بيديه في استقامةٍ لا يُقبِل بهما نحوَ بطنِه. وكَرَت المرأةُ في مَشْيها تَكْرُو كَرْواً. والكُرَة ناقصة، نقصت واواً، سمِّيت بذلك لأنَّه يُكْرَى بها إذا رُمِيَ بها. يقال كَرَا الكرةَ يَكرُوها كَرْواً وأمَّا المُكارِي الذي يُكْري الجمال وغيرَها، فذاك مشتقٌّ من السَّير أيضاً، لأنَّه يُسايِر المكترِي منه. ثمَّ اتسعوا في ذلك فسمَّوا الأَجْرَ كِراءَ، ونقلوه أيضاً إلى ما لا يُسايَرُ به، كالدَّار ونحوها، والأصل ما ذكرناه. وأمَّا الذي ذكرنا من التأخير فقولُهم: أكرَيْتُ الحديثَ: أخَّرتُه. قال الحطيئة: وأكْرَيتُ العِشاءَ إلى سُهَيلٍ *** أو الشِّعرَى فطال بيَ الأَنَاء فأما الكَرَوان فطائر يقال لذكَرهِ الكَرَى، يقال إذا صِيدَ: أطرِقْ كَرَا أَطْرِق كرا *** إنَّ النّعامةَ في القُرَى ويقال سمِّي بذلك لدِقّة ساقَيه. ويقولون: امرأةُ كَرْوَاء: دقيقة السَّاقين. وهذا إن صحَّ فهو شاذٌّ عن القياس الذي ذكرناه. (كرب) الكاف والراء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدَّةٍ وقُوّة. يقال: مَفاصِلُ مُكْرَبَةٌ، أي شديدةٌ قوية. وأصلُه الكَرَب، وهو عَقْدٌ غليظ في رِشَاء الدَّلو يُجعَل طرفُه في عرقوة الدَّلو ثم يشدّ ثِنَايتُه رِبَاطاً وثيقاً. يقال منه أكربْت الدَّلو. ومن ذلك قولُ الحطيئة: قومٌ إذا عَقَدُوا عَقداً لجارِهم *** شَدُّوا العِناجَ وشدُّوا فوقه الكَرَبا ومن الباب الكرْب، وهو الغَمُّ الشَّديد. والكريبة: الشَّديدة من الشَّدائد. قال: * إلى الموت خَوّاضاً إليه كرائبا * والإكراب: الشِّدَّة في العَدْو؛ يقال أكْرَبَ فهو مُكْرِب. فأمَّا كَرَبَ الشَّيء: دنا، فليس من الباب، لأنَّ هذا من الإبدال، وإنَّما هو من القُرْب، لكنهم قالوا بالقاف قَرُب بضم الراء، وقالوا في الكاف كَرَب بفتحها، والمعنى واحد. والملائكة الكَرُوبِيُّون فعُوليُّون من الكُروب، وهم المقَرَّبون. يقال كَربت الشمسُ: دنَت للمَغيب. وإناءٌ كَرْبانُ: كَرَبَ أن يمتلئ. ومن الباب الأوَّل: كَرَبُ النَّخلِ، ممكنٌ أن يسمَّى كَرَبا لقُوَّته. والكُرَابةَ: ما سقط من النَّخْل في أصول الكَرَب. وَأمَّا كِرَابُ الأرض، وهو قَلْبُها للحرث فليس هو عندي عربيّاً. وقولُهم: "الكِرَابُ على البَقَر"، من هذا، والأصحُّ فيه أنْ يقال: "الكِلابَ على البقَر"، وكذا سمعناه. ومعناه خَلِّ أمْراً وصِناعتَه. ويقولون: الكِرَاب: مَجارِي الماء، الواحدة كَرَبة. فإنْ كان صحيحاً فهو مشبَّهٌ بكرَبِ النَّخل. لامتدادِه وقُوَّته. (كرت) الكاف والراء والتاء، ليس فيه إلاّ قولهم: عامٌ كَرِيت. (كرث) الكاف والراء والثاء، ليس فيه إلاَّ كَرَثَهُ الأمرُ، إذا بلغ منه المَشَقَّة. والكُـَرَّاثُ والكَرَاثُ نَبتانِ. (كرج) الكاف والراء والجيم ليس بشيء، إنّما هو الكُرَّج، وهو الذي ذكرناه في الكُرَّة. وذكره جريرٌ فقال: لَبِستُ سِلاحي والفَرزدقُ لُعبةٌ *** عليه وِشاحاً كُرَّجٍ وجلاجلُه (كرد) الكاف والراء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على مُدافَعةٍ وإطْراد. يقال: هو يَكرُدُهم، أي يدفعهم ويطردُهم. ويزعمون أنّ الكُرْدَ، هؤلاء القوم، مشتقٌّ من المُكارَدَة، وهي المطاردة. قال: * ألا إنَّ أهل الغَدْرِ آباؤك الكُرْدُ * فأمَّا الكَرْد فالعُنْق، قالوا: هو معرَّب. ومِمَّا فيه ولا يُعلَم صحّته، قولُهم: إنَّ الكِرْدِيدة: القطعة من التَّمر. وينشدون: طُوبَى لمن كانت لـه كِرْدِيدهْ *** يأكلُ منها وهو ثانٍ جيدَهْ وما أبْعَدَ هذا وشِبهَهُ من الصحّة. والله أعلم.
(كزم) الكاف والزاء والميم أصيلٌ يدلُّ على قِصَرٍ وقَماءة. فالكَزَم: القِصَر في الأنْف، وكذلك في الأصابع. يقال أنف أكزَمُ ويد كَزْماء. والكَزْم: الرّجُل الهَيَّبان، وسمِّي لانقباضِه عن الإقدام، والكَزُوم: التي لم يَبْقَ فيها سِنٌّ من الهَرَم. وكلُّ هذا قياسُه واحد. وذكر أنَّ الكَزْم كالكَدْم بمقدَّم الفم. وهذا من باب الإبدال، والله بصحتّها أعلم.
(كسع) الكاف والسين والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على نوع من الضَّرب. يقال: كسعه، إذا ضَربَ برِجله على مؤخَّرِه أو بيده. ويقال: اتَّبَعَ أدبارَهم يَكسَعُهم بسَيفه. وكَسَعْت الرّجُل بما سَاءه، إذا تكلَّمْت في أثره. وكَسعتُ النّاقةَ بغُبْرها، إذا تركتَ بقيَّةً من اللَّبن في خِلْفها تريد تعزيرها. ومعنى هذا أنَّه يخلِّيها بعد أن يُحلَب بعضُ لبنِها ويضربُ بيدِه على مؤخّرها لتمضِيَ. قال: لا تَكْسَع الشَّولَ بأَغْبارِها *** إنك لا تَدرِي مَن النَّاتجُ ومن الباب رجلٌ مكَسَّعٌ بغُبْرِه، إذا لم يتزوَّج، كأنَّ ماءه قد تبقَّى كما تَبقَّى لبنُ الشّاةِ المكَسَّعة. قال: والله لا يخرجُها من قَعرِه *** إلاّ فتىً مكسَّع بغُبْره والكُسْعَة: الحمير، سمِّيت لأنَّها تُضرَب أبداً على مؤخّرها في السَّوْق. (كسف) الكاف والسين والفاء أصلٌ يدلُّ على تغيُّر في حالِ الشيء إلى ما لا يُحَبّ، وعلى قطع شيءٍ من شيء. من ذلك كُسُوف القَمر، وهو زوالُ ضوئه. ويقال: رجلٌ كاسِفُ الوجه، إذا كان عابساً. وهو كاسف البال، أي سيِّئُ الحال. وأمَّا القَطْع فيقال: كَسَفَ العُرقوبَ بالسّيف كَسْفاً يكسِفُهُ. والكِسْفة: الطَّائفة من الثَّوب، يقال: أعطِنِي كِسفةً من ثوبك. والكِسْفة: القِطعة من الغَيم. قال الله* تعالى: {وإنْ يَرَوْا كِسْفاً مِن السَّماءِ ساقِطاً} [الطور 44]. (كسل) الكاف والسين واللام أصلٌ صحيح، وهو التَّثاقُل عن الشَّيء والقُعود عن إتمامه أو عنه. من ذلك الكَسَل. والإكسال: أن يُخالِط الرّجلُ أهلَه ولا ينزِل. ويقال ذلك في فَحل الإبل أيضاً. وامرأةٌ مِكسالٌ: لا تكاد تَبرَحُ بيتها. (كسم) الكاف والسين والميم أصيلٌ يدلُّ على تلبُّدٍ في شيء وتجمّع. من ذلك الكَيْسُوم: الحَشِيش الكثير. ويقال إنَّ الأكاسم: الخَيل المجتمِعة يكاد يركبُ بعضُها بعضاً. قال: أبا مالكٍ لَطَّ الحُضَين وراءنا *** رجالاً عدَاناتٍ وخيلاً أكاسِما (كسا) الكاف والسين والحرف المعتل…… أما ما ليس بمهموزٍ فمنه الكُسْوة والكِساء معروف. قال الشَّاعر: فباتَ لـه دون الصَّبَا وهي قَرَّةٌ *** لحافٌ ومصقولُ الكساءِ رقيقُ أراد في هذا الموضع بمصقول الكِساء لبَناً قد علته دُوَاية. ومثله: وهو إذا ما اهْتَافَ أو تَهيَّفا *** يَنفِي الدُّواياتِ إذا ترشَّفَا عن كلِّ مصقولِ الكِساء قد صَفَا اهتاف: عَطِش. وعنى بالكساء الدُّواية. (كسب) الكاف والسين والباء أصلٌ صحيحٌ، وهو يدلُّ على ابتغاء وطلبٍ وإصابة. فالكَسب من ذلك. ويقال كَسَب أهْلَه خيراً، وكسَبْت الرّجلَ مالاً فكَسَبه. وهذا مما جاء على فَعَلْته فَفَعل. وكَسَابِ: اسمُ كَلْبة. (كسح) الكاف والسين والحاء له معنيانِ صحيحان: أحدهما تنقيةُ الشيء، والمعنى الآخر عَيْب في الخِلْقة. فالأوَّل الكَسْح. يقال: كَسَحْتُ البيتَ، وكَسَحَتِ الرِّيحُ الأرضَ: قَشَرت عنها التّراب. والكُسَاحة: ما يُكسَح. ويقال: أغارُوا على بني فلانٍ فاكتَسَحوهم، أي أخَذوا مالَهم كلَّه. والثاني الكَسَح، وهو العَرَج. والأكْسَح: الأعرج. قال الأعشى: * وخَذُولِ الرِّجلِ من غير كَسَحْ * وجمع الأكسح كُسْحان. وفي الحديث: "الصَّدَقة مال الكُسْحانِ والعُوران". (كسد) الكاف والسين والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على الشَّيء الدُّون لا يُرغَب فيه. من ذلك: كَسَد الشَّيءُ كَساداً فهو كاسد وكَسِيد. وكلُّ دونٍ كَسِيد. قال: * فماجدٌ وكسيدُ * (كسر) الكاف والسين والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على هَشْم الشيء وهَضْمه. من ذلك قولُك كَسَرْت الشيءَ أكْسِره كَسْراً. والكِسرة: القطعة من المكسور. ويقال: عُودٌ صُلْب المَكْسِر، إذا عُرِفت جوْدتُه بكسْرِه. وكَسَر الطائرُ جناحَيه كَسراً، إذا ضمَّهما وهو يريد الوُقوع، ومنه عُقاب كاسِر. والكِسْر: العظم ليس عليه كبيرُ لحم. قال الشَّاعر: * وفي يَدِها كِسرٌ أبَحُّ رَذومُ * ويقال لا يكون كذا إلا وهو مكسور. ويقال لعظم السّاعد الذي يلي المرفَق، وهو نصف العظم: كِسرُ قبيح. أنشدنا عليُّ بنُ إبراهيمَ، عن عليِّ بنِ عبد العزيز، عن أبي عُبيد: فلو كنتَ عَيراً كنتَ عيرَ مَذَلَّةٍ *** ولو كنت كِسراً كنتَ كِسرَ قبيح ويقال: أرضٌ ذات كسور، أي ذات صَعُود وهَبُوط، وكأنَّها قد كسِرت كَسْراً. والكِسر: الشُّقة السُّفلى من الخِباء تُرفَع أحياناً وتُرخَى أحياناً. وهو جارِي مُكاسِرِي، أي كِسرُ بيتِه إلى كِسرِ بيتي. فأمَّا كِسْرى فاسمٌ عجميّ، وليس من هذا، وهو معرَّب. قال أبو عمرو: يُنسَب إلى كسرى- وكان يقولـه بكسر الكاف- كِسْرِيّ وكِسرَوِيّ. وقال الأمويّ: كِسريّ بالكسر أيضاً.
(كشف) الكاف والشين والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على سَرْوِ الشّيء عن الشَّيء، كالثَّوب يُسْرَى عن البدن. ويقال كَشَفْتُ الثوب وغيرَه أكْشِفه. والكَشَف: دائرةٌ في قُصَاص النّاصية، كأنَّ بعضَ ذلك الشَّعْر ينكشف عن مَغْرِزِهِ وَمَنْبتِه. وذلك يكون في الخيل التواءً يكون في عَسيب الذَّنب. والأكشف: الرجل الذي لا تُرْسَ معه في الحرب. ويقال: تكشَّفَ البرقُ، إذا مَلأ* السَّماء. والمعنى صحيحٌ، لأنَّ المتكشِّف بارز. والكِشَاف: نِتاج في [إثر] نتاج. [قال ابن دريد: الكِشاف]: أن تبقى الأنثى سنتين أو ثلاثاً لا يُحمَل عليها. قال الشاعر: ..... ..... (كشم) الكاف والشين والميم أصيلٌ يدلُّ على قَطْع شيء أو قِصره، من ذلك الأكشم: النَّاقص الخَلْق، ويكون ذلك في الحسب الناقص أيضاً. قال: * له جانبٌ وافٍ وآخرُ أكشمُ * والكَشْم: قَطع الأنف باستئصال. (كشي) الكاف والشين والحرف المعتلّ أو المهموز. أمّا ما ليس بمهموز فكلمة واحدة، وهي شحمةٌ مستطيلة في عُنق الضّبّ إلى فخذه، والجمع الكُشَى. قال: وأنتَ لو ذُقتَ الكُشَى بالأكبادْ *** لمَا تَركتَ الضَّبَّ يَعدُو بالوادْ وأمّا المهموز فكلماتٌ لعلَّها أن تكون صحيحة. يقولون: يتكشَّأُ اللحمَ، أي يأكله وهو يابس. وكشَأْتُ وجهَه بالسَّيف، أي ضربته. وكَشِئَ من الطعام: امتلأَ. (كشح) الكاف والشين والحاء أصلٌ صحيح، وهو بَعْضُ خَلْقِ الحيوان. فالكَشْح: الخصر. والكَشَح: داء يصيب الإنسانَ في كَشْحِه. قال الأعشى: * كُلَّ ما يَحْسِمْنَ من داء الكَشَحْ * ويُكوَى. ومن ذلك الرَّجُل مكشوحٌ المُراديّ. وأمَّا الكاشِح فالذي يَطْوِي على العداوة كَشْحَه. ويقال: طويتُ كَشْحِي على الأمر، إذا أضمرتَه وستَرته. قال: * أخٌ قد طَوَى كَشْحاً وأبَّ ليذهبَا * وقال قومٌ: بل الكاشح: الذي يتباعَد عنك، من قولك: كَشَح القومُ عن الماء، إذا تفرَّقوا. قال: * شِلْوَ حمارٍ كَشَحَتْ عنه الحُمُرْ * وإنّما يقال للذاهب كَشَح لأنَّه يَمضِي مبدياً كَشْحَه إعراضاً عن المذهوب عنه. ألا تراهم يقولون: طوَى كَشْحَه للبَين والذَّهاب. وهو في شعرِهم كثير. (كشط) الكاف والشين والطاء كلمةٌ تدلُّ على تنحية الشَّيء وكَشْفه. يقال: كشَطَ الجِلدَ عن الذَّبيحة. ويقولون: انكشَط رُوعُه، أي ذهَب. (كشد) الكاف والشين والدال. يقال الكَشْد: ضرب من الحَلَب. والله أعلمُ بالصَّواب.
|